الجمعة، 1 يناير 2016

السيارات أم الطائرات.. أيهما أكثر انبعاثا للكربون ؟


يوجه نشطاء البيئة في كثير من الأحيان الاتهام إلى الطيران الجوي باعتباره التهديد الأكبر، الذي يقذف بأكبر نسبة كربون في المناخ العالمي.

ووجدت بحوث حديثة إنه في جميع أنحاء العالم، تصب الطائرات التجارية ما يقدر بنحو 700 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سنويا، الأمر الذي تصدر وقتها عناوين الأخبار في معظم صحف العالم، وكتبت إحداها في صدر صفحتها الأولى: "إن السفر بالجو هو الخطأ الكربوني الأكبر للبشرية".

إلا أنه وبمواصلة البحوث التي استندت على تحليلات دقيقة لاستهلاك الوقود في الرحلات الجوية ومقارنتها باستهلاك السيارات للوقود على الأرض، وجد الباحثون إن معدلات الكربون التي ينتجها سفر راكب واحد في الجو أقل كثيرا من معدلات الكربون التي ينتجها نفس الراكب على الأرض، إذا ما قُطعت نفس المسافة.

ولم يكن الوضع بهذه الطريقة منذ بادئ الأمر، ففي عام 1970، وفقا لتقرير صدر مؤخرا من جامعة ميشيغان، كانت الطائرات في ذلك الوقت متعطشة للطاقة بمعدل يقترب من ضعف معدلات السيارات.

إلا أنه ومنذ ذلك الحين وحتى الآن قطعت الطائرات أشواطا كبيرة في كل من كفاءة استهلاك الوقود وحمولة الركاب منذ عام 1970.

وتم استبدال المحركات القديمة الصاخبة العطشى للطاقة بمحركات عالية الكفاءة في تقليل استهلاك الوقود، كما شهدت صناعة الطائرات تحسينات ديناميكة هوائية، وكذلك في صناعة هياكلها من ألياف الكربون، وكلها عوامل جعلت الطائرات أكثر صلابة وأخف وزنا، وأقل احتياجا للطاقة.

العامل الإضافي الذي يجعل السيارات تتفوق على الطائرات في انبعاثات الكربون هو، كما ذكرت دراسة حديثة وضعها مركز خدمات بحوث السيارات "بولك" في مدينة إسن الألمانية، أن عدد السيارات في أنحاء العالم بلغ عام 2010 حوالي مليار سيارة.

وأشارت الدراسة إلى أن الارتفاع الكبير في أعداد السيارات يعود إلى ازدياد الطلب عليها في دول آسيا وشرق أوروبا، وتوقعت الدراسة أن ترتفع الأعداد في عام 2015 إلى 1.124 مليار سيارة بزيادة نسبتها 20%، مما سيزيد من المخاطر التي تتعرض لها البيئة، على الرغم من المحاولات الجارية لخفض نسبة ثاني أكسيد الكربون التي تبثها عوادم هذه السيارات.

ويُعلّق نشطاء البيئة الآمال في المستقبل على نجاح شركات صناعة السيارات في تخفيض تكاليف صناعة السيارات الكهربائية، أو على الأقل الهجينة، للتقليل من انبعاثات الوقود الصادر من السيارات التقليدية.

المصدر: GROUPALGENTLE

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق